بقلم : نرمين الحوطي
الـ «قريش» عادة كويتية قديمة تقام قبل دخول شهر رمضان الكريم، بالأمس البعيد كانت تلك العادة تقتصر على التجمع العائلي في «بيت العود»، ومن ثم أصبحت تقام بين الأصدقاء أيضا، إلى أن تم تداول تلك العادة وأصبحت العديد من الجهات والهيئات الحكومية والخاصة تحيي تلك المناسبة «قريش».
«قريش» هو تجمع للأهل والأحباء والأصدقاء للتعبير عن فرحتهم باستقبال شهر رمضان الكريم، وما يميز تلك العادة القديمة ما يقدم من أكلات لا يستطيع المرء أكلها في شهر رمضان الكريم، أهمها «السمك»، لكن هذه السنة قريشنا غير!
أقام مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي على مدار الأيام الـ 4 الماضية بدأت من 28/2 إلى 2/3/2024 سهرة جميلة تحت مسمى «قريش» قام بإخراجها المبدع فهد الرحماني الذي بدأ عرضه قبل أن يبدأ على خشبة المسرح!
تفاصيل دقيقة، لكنها أعطت للمتلقي والجمهور البهجة والسعادة بحلول شهر رمضان الفضيل، أعاده الله علينا وعليكم بكل خير.
بدأ العرض مع بداية اقتراح المشاركين في عرض «قريش» عن طريق الـ «سوشيال ميديا»، حيث ارتدت جميع النساء «الدراريع»، والتزم الرجال بالزي الكويتي «الدشداشة والغترة»، وبالفعل التزم أغلبية الحضور بالزي الكويتي وكانت صورة فنية جميلة للـ «قريش» قبل بداية العرض، لم يقتصر على هذا فقط، بل وجدنا أيضا وقبل بداية العرض قيام المنظمين بتوزيع العديد من الأكلات الكويتية وخاصة حلو رمضان «لقيمات» مع القهوة العربية، كما قامت الشركات المساهمة بالعرض بعمل زوايا تراثية في البهو مثل القعدات العربية وغيرها من أشكال تراثية أحيت عرض «قريش» قبل مشاهدة العرض، بالفعل هالسنة كان «قريشنا غير».
بدأ العرض الذي حيكت خيوطه الدرامية والمسرحية والغنائية بشكل متناسق في كل ما يرجعنا للزمن الجميل من عروض درامية وأفلام كرتونية وأغان ومسلسلات كانت تقدم في شهر رمضان الكريم، ولم يقتصر العرض على هذا فقط بل طعم بكل عاداتنا وتقاليدنا الكويتية الرمضانية على سبيل المثال لا للحصر: بداية الشهر وكلمة المغفور له العم صالح العجيري، رحمه الله، وإعلانه عن بداية الشهر الكريم وزحمة الشراء لاحتياجات شهر رمضان والمباركة بالشهر الكريم والقرقيعان، ولا ننسي فقرة «مدفع رمضان» وغيرها من عادات نقوم بها خلال هذا الشهر الفضيل.
30 يوما جمعت في ساعة ونصف، إلى أن يهل علينا هلال شهر شوال والإعلان عن عيد الفطر بأغنيتنا الشهير «العيد هل هلاله» للمطرب محمود الكويتي، عرض حمل الكثير من الذكريات الجميلة التي أصبحنا نشتاق إليها كل عام، «قريش» أحيا العديد من الذكريات في الوجدان وقام بغرس العديد من العادات في نفوس الجيل الجديد، ليكون «قريشنا هالسنة غير».
مسك الختام: كل الشكر لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي لاحتضانه لهذا العرض، والشكر موصول لكل القائمين على عرض «قريش»، أسعدتمونا بهذا العرض المتميز وجعلتم «هالسنة قريشنا غير».
Nermin-alhoti@hotmail.com